کد مطلب:220156 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:223

اقسام لأذن الرئیسیة هی التالیة
الأذن الخارجیة و تتألف من ثلاثة أقسام: الصیوان، والقناة السمعیة الخارجیة، والغشاء الطبلی أو طبلة الأذن.

الأذن الوسطی: وهی حجرة عظمیة صغیرة تحتوی علی ثلاث عظیمات تسمی بحسب شكلها المطرقة، والركابة والسندان، تربطها ببعضها أربطة و عضلات فی منتهی الصغر، و تصل الأذن الوسطی من البلعوم بواسطة نفق یسمی نفیر أوستاش.

كما تتصل مع الأذن الداخلیة بواسطة الفتحة البیضیة والفتحة الدائریة، و تتصل مع الأذن الخارجیة بغشاء طبلة الأذن.

الأذن الداخلیة: و هی بشكل قوقعة عظمیة، و تسمی أیضا بالحلزون، تتفرع منها ثلاثة اطارات عظمیة غیر كاملة هی الأقنیة الهلالیة. و فی داخل القوقعة سائل لمفاوی یسبح فیه ما یقرب من مئة ألف خلیة سمعیة، تؤلف عصب السمع الذی ینتهی فی الدماغ.

فالصوت الذی نسمعه هو عبارة عن اهتزاز لتموجات الهواء یصدر عن الأجسام المهتزة كأوتار الحنجرة مثلا، فینتقل بواسطة الهواء الی الغشاء الطبلی، فیهتز و ینتقل هذا الاهتزاز من الأذن الوسطی الی المطرقة و الركابة و السندان لیتم بعد ذلك تسلمه الی العصب السمعی حیث ینقله الی المركز السمعی الموافق من المخ، فیحوله الی احساس معین، فنسمع الصوت، و تتم هذه العملیات كلها فی زمن لا یتجاوز 1 / 10 بالثانیة.

ان السمع و البصر اضافة الی عملهم من الوجهة الوظیفیة و التشریحیة لهما وظیفتان أساسیتان فی عملیة الادراك و المعرفة، و لكل منهما آلة معقدة لا تقتصر علی الأذن أو العین، فلقد كشف علم وظیفة الدماغ أن فیه مراكز خاصة تنتقل الیها صور الأشیاء المرئیة أو الذبذبات الصوتیة، و هناك تتحول الی ما نراه و نسمعه، و عندما تصاب المراكز الدماغیة المولجة بعقلنة الصورة أو الصوت یصاب الانسان بعارض العمی أو الصم الادراكی، و فی هذین المرضین تكون العینان أو الأذنان سلیمتین من الوجهة الوظیفیة و التشریحیة، أما المراكز الدماغیة المولجة بتلقی الصورة أو السمع، فتكون معطلة لأسباب عدة منها شدة الانفعال، و سیطرة



[ صفحه 762]



الأهواء و النزوات الشخصیة علی العقل، و التی غالبا ما تعطل لبعض الوقت عملیة النظر أو السمع، و ذلك ما نلمسه فی كثیر من الأمراض النفسیة و العقلیة الحادة. و قد ذكر فی بحار الأنوار روایة حول الحنجرة و سائر آلات الصوت جاء فیها:

و الحنجرة مؤلفة من ثلاث غضاریف: أحدها من قدام و هو الذی یظهر تحت الذقن قدام الحلق، و هو محدب الظاهر، مقعر الباطن، و الثانی من خلف، بانضمامهما یضیق الحنجرة عند السكوت، و یتباعد أحدهما عن الآخر و یتسع عند الكلام.

و الثالث مثل مكبة بینه و بین الذی من خلف مفصل یلتئم بزائدتین من ذلك تتهندمان [1] فی فقرتین منه، و یرتبط هناك برباطات، و هو یتحرك بهذا المفصل، و بانكبابه

علیهما تنغلق الحنجرة و بتجافیه عنهما تنفتح.

والحاجة الی انغلاق الحنجرة عند الأكل والشرب شدیدة جدا، لئلا یقع أو ینقطر فی قصبة الرئة شی ء من المأكول والمشروب، و ذلك لأن قصبة الرئة والمری ء متجاوران متلاصقان مربوط أحدهما بالآخر، و عند انغلاق الحنجرة یمر الطعام والشراب علی ظهر الغضروف المكبی و ینزل فی المری ء، و اذا انفتحت الحنجرة علی غفلة من الانسان بأن یبتلع و یتصوت أن یتنفس فی حالة واحدة ربما وقع شی ء من المأكول والمشروب فی قصبة الرئة، فتحدث فیها دغدغة و حالة مؤذیة شبیهة بما یحدث فی الأنف عند اجتلاب العطاس بادخال شی ء فیه، فتستقبله القوة الدافعة لدفعه. فیحدث السعال الی أن یندفع قل أم كثر، لأن القصبة انما تنتهی الی الرئة، و لیس لها منفذ من أسفلها یندفع فیها، فأنعم الخالق سبحانه بتألیف الحنجرة من هذه الغضاریف علی هذا الشكل لینغلق بها عند الأكل والشرب منفذ الصوت والتنفس، فیسلم الانسان و یتخلص من السعال المغلق، ولهذا لا یجمع الازدراد والتنفس معا فی حالة واحدة.

و فی داخل الحنجرة رطوبة لزجة دهنیة تملسها و ترطبها دائما لیخرج الصوت صافیا حسنا، ولهذا ما یذهب أصوات المحمومین الذین تحترق رطوبات حناجرهم بسبب حمیاتهم المحرقة، و یذهب أیضا أو یضعف أو یتغیر أصوات



[ صفحه 763]



المسافرین فی الفیافی المحترقة [2] ، و كذلك كل من تكلم كثیرا تجف حنجرته فلا یقدر علی التكلم الا بعد أن یرطب حلقه أو یبلع ریقه، والفائدة فی دهنیتها أن لا یجف بالسرعة و لا یفنی و أن تسلس بها حركات الحنجرة.

و فی أعلی الحنجرة عضو لحمی معلق یسمی باللهاة یتلقی ما شأنه النفوذ فی الحنجرة من خارج، مثل برد الهواء و حره و حدة الدخان و مضرته، فیمنع نفوذها دفعه لیتدرج وصولها الی الرئة، و یتلقی أیضا ما شأنه الصعود من داخل مثل قرع الصوت الصاعد من الحنجرة، و بالجملة هی كالباب الموصد علی مخرج الصوت تقدیره فلا یندفع دفعة و لا ینقطع مدده جملة، فیزداد بذلك قوة الصوت و یتصل بذلك مدده. و كذلك اللوزتان المشار الیهما فیها سبق، فانهم یعاونانها فی ذلك و تحتها لحم صفاقی لاصق بالحنك یسمی بالغلصمة یصفی ما قد یقرب الهواء من كدورة الغبار والدخان لئلا یصل شی ء منها الی الحنجرة والرئة، فهی كالمفزعة لآلات الصوت والحنك كالقبة یطن فیها الصوت فهذه جملة آلات الصوت. [3] .

و أما الأذن: فهو مخلوق من العصب واللحم والغضروف، و خلق مرتفعا كالشراع لیجتمع فیه الهواء الذی یتحرك من قوة الصوت الصائت و یطن فیه، و ینفذ فی المنفذ الذی فی عظم صلب یسمی: (الحجری)، و یحرك الهواء الذی هو داخل الأذن و یموجه كما یروی من دوائر الماء لما وقع فیه، فیقع هناك علی جلدة مفروشة علی عصبة مقعرة كمد الجلد علی الطبل، فیحصل طنین یشعر بهیئته القوة السامعة للأصوات المودعة فی تلك العصبة بتوسط ما هو و وراءها من جوهر الروح. و ذلك المنفذ كثیر التعاریج والطفات، و عند نهایته تجویف یسمی بالجوفة، والعصبة علی حوالیها و انما جعل كذلك لتطول به مسافة ما ینفذه من قوة الصوت والریاح الحارة والباردة فینفذ فیه و هی مكسورة القوی فاتدة.

حال تلك العصبة فی السمع كحال الرطوبة الجلیدیة فی الابصار، و محلها مثل محلها و كما أن جمیع أجزاء العین خلقت اما وقایة لها كذلك جمیع أجزاء الأذن خلقت خادمة لهذا العصب وفائدة الصماخ فائدة الثقبة العنبیة، والصدی انما هو لانعطاف الهواء المصادم لجیل أو غیره من عالی أرض، و هی كرمی حصاة فی



[ صفحه 764]



طاس مملوء ماء، فیحصل منه دوائر متراجعة من المحیط الی المركز، وقیل: ان لكل صوت صدی، وفی البیوت انما لم یقع الشعور لقرب المسافة فكأنهما یقعان فی زمان واحد، ولهذا یسمع صوت المغنی فی البیوت أقوی مما فی الصحراء. [4] .


[1] هندم العود: سواه و أصلحه علي مقدار، فتهندم.

[2] الفيافي - جمع الفيفي والفيفاء والفيفاة -: المفازات التي لا ماء فيها.

[3] بحارالأنوار: 59 / 21 - 19.

[4] بحارالأنوار: 59 / 16 - 15، باب آخر في تشريح البدن و أعضائه.